■ ما مصير المظاهرات المستمرة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- أهداف هذه المظاهرات جزافية، وفى الغالب المواطنون يتظاهرون من أجل أهداف محددة أو مطالب قابلة للتنفيذ فيمكن عندها أن تستجيب السلطة، لكن هم يتظاهرون من أجل إعادة محمد مرسى أو ما يسمونه «كسر الانقلاب» أو من أجل إنهاك الدولة أو الانتقام من المجتمع، فلا يمكن لمثل هذه المظاهرات أن تحدث تعاطفاً شعبياً، وفى مصر توجد قاعدة عامة تقول «إذا أردت أن تمتلك تعاطفاً كبيراً والتحاماً من جميع فئات الشعب لا بد أن تتبنى مطالب عامة وليس خاصة كما يفعل الإخوان أو أتباعهم».
■ هل تتوقع أن يطلق السيسى مبادرة للصلح تتضمن قرارات عفو عن الكثير من المعتقلين فى السجون المصرية ومشاركة التيار الإسلامى فى السلطة؟
- القرار ليس فى يده وإنما فى يد الشعب وأتصور أن هذه الخطوة ستغضب قطاعات كبيرة من الناس نتيجة أن ما يفعله الإخوان فى الشارع الآن تطور من فكرة مواجهة السلطة إلى مواجهة الشعب عن طريق الاستمرار فى إنهاك الاقتصاد ونعت المواطنين بـ«عبيد البيادة» والسخرية منهم فخلق هذا رأياً عاماً مضاداً لهم، وهذه هى المرة الأولى فى تاريخهم التى لا يصبح خلافهم مع السلطة فقط بل امتد إلى الشعب أيضاً.
■ ما السر وراء تمسكك بالاعتراف بثورة 25 يناير رغم تراجع الكثير من الإعلاميين والسياسيين عن الاعتراف بكونها ثورة ووصفوها بالفوضى والنكسة؟
- مَن كان يعرف المشهد السياسى المصرى قبل يناير 2011 سواء ما يتعلق بفساد نظام مبارك واستبداده ورفضه لكل المطالب الإصلاحية، ثم رأى الملايين فى الشوارع من أجل إزاحته، لا يمكنه أن يصف ما حدث بغير أنه ثورة، ومن يصفونها بأقل من ذلك هم فى الغالب الأعم مغرضون يريدون التقليل من حجم ما جرى رغبة فى تخفيف المطالب على السلطة الحالية.
■ ما تعليقك على قرارات الحكومة برفع أسعار الطاقة والكهرباء وغيرها من الأشياء التى تزيد الأعباء على المواطن؟
- هى خطوة بها قدر كبير من المجازفة فلم يجرؤ أى رئيس على اتخاذ مثل هذه القرارات لأن كلفته السياسية مرتفعة، وحكومة محلب والسيسى غامرا، وكان من الضرورى عدم الإقبال على مثل هذه القرارات دون وجود إجراءات تقلل من آثارها السلبية مثل محاربة الفساد وكسر الاحتكارات ودخول الدولة فى عملية التوزيع، وقبل هذا مصارحة الناس بكل شىء؛ فهم يقولون إن هذه القرارات فى صالح الفقراء لتوفير بيئة صحية ومعيشية جيدة ولكن لا بد أن يعلموا أن هذه قد تكون ثماراً بعيدة المدى مقارنة بآثار مباشرة وآنية لإلغاء الدعم يمكن أن تضغط أكثر على الطبقات الفقيرة والمهشمة.
■ ماذا تتوقع فى حالة عدم استجابة الحكومة للشعب واستمرار ارتفاع الأسعار؟
- سيحدث انفجار اجتماعى وغضب عارم وشحن سلبى ضد السلطة الحالية.
■ ما رأيك فى فرض ضرائب على رجال الأعمال؟
- لا بد من فرض ضرائب مناسبة على الأغنياء بأكثر من 5% فهذا متبع فى دول كثيرة، كما أن أغلبهم رجال أموال وليسوا رجال أعمال، وهم عبارة عن طبقة «طفيلية» ومجموعة من الأنانيين الذين لا تشغلهم المصلحة الوطنية العامة، وانتظار تبرعات منهم شىء يوصف بالسذاجة؛ ففى العالم الغربى الأغنياء يدفعون ضرائب تصاعدية بمبالغ كبيرة عن طيب خاطر مقابل توفير الدولة جميع الإمكانيات من أجل الاستثمار والتصنيع.
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)