اللاجئون.. معاناة حول العالم وسوريا في الصدارة

يعيش اللاجئون من كل دول العالم حياة صعبة، فغالبًا لا يحصلون على أي حقوق، فضلا عن التهديد والخطر الذي يواجهونه دائمًا، وبعدما اقتصر مفهوم اللاجئ على عدد من الجنسيات والدول على رأسها فلسطين، برزت في الآونة الأخيرة أزمة اللاجئين مجددًا مع اشتعال الأزمات والحروب في عدة دول في مقدمتها سوريا والعراق وأوكرانيا.

لا يزال اللاجئون السوريون الأكبر عددًا، وتظل أزمتهم الأكثر تعقيدًا، فقد أفاد مسؤولون بالأمم المتحدة بأن هناك تخوف أممي من أن يصبح عدد اللاجئين السوريين هو الأكبر في العالم ليتجاوز عدد اللاجئين الأفغان الذي كان في المرتبة الأولى، بينما توقع مسؤول آخر ارتفاع عددهم إلى ستة ملايين لاجئ بحلول نهاية العام الجاري.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 مليون سوري -نصف السكان تقريبًا- يحتاجون المساعدة، بينما تجاوز عدد الفارين من بلادهم ثلاثة ملايين شخص خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.

وقالت نائبة منسقة الأمم المتحدة لشئون الإغاثة كيونج وها كانج، إن الصراع السوري أثر على نحو 4.3 مليون طفل، وأكدت تعرض الأطفال للقتل والاعتقال والتعذيب والانتهاك الجنسي والتجنيد على أيدي جماعات مسلحة.

اللاجئون السوريون توجهوا في البداية إلى دول الجوار وهي الأردن ولبنان وتركيا، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى دول عربية أخرى مثل مصر والسعودية والإمارات، لتعلن بعد ذلك 17 دولة غربية عن استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين مثل ألمانيا والسويد والولايات المتحدة والمكسيك.

من جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن الصراع في سوريا “عامل رئيسي” في ازدياد عدد اللاجئين حول العالم، فوفقًا لتقرير صادر عن مفوضية شئون اللاجئين بالأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين حول العالم 45.2 مليون شخص في نهاية عام 2012، 55% منهم من خمس دول هي أفغانستان، الصومال، العراق، السودان، سوريا. وتستضيف الدول النامية نحو 88% من اللاجئين على أراضيها.

أما العراق، التي تصاعدت فيها الأحداث بشكل سريع خلال الفترة الأخيرة، فقد أعلنت منسقة شئون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس، أن عمليات النزوح المستمرة من مدينة الموصل، بعد سيطرة تنظيم داعش، أصبحت تشكل مصدرًا رئيسيًا للقلق.

ففي الوقت الذي يتقدم فيه المسلحون صوب بغداد، هرب نصف مليون شخص على الأقل، وتوجد مشكلة كبيرة في الوصول إلى هؤلاء الأشخاص الذين ظلوا طوال الأسابيع الأخيرة بدون أية مساعدة.

وقد توجه هؤلاء المواطنون للإقامة في تجمعات بمحافظة نينوى في الشمال العراقي، كما نزح عدد كبير منهم إلى أربيل بإقليم كردستان، بينما أعلنت السلطات الأردنية والأمم المتحدة عن توقعهما تدفق المزيد من اللاجئين العراقيين إلى الأردن في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، مؤكدين وضعهما لخطط جاهزة للتعامل مع موجة اللجوء المرتقبة.

وعلى الصعيد الأوكراني، تدفق آلاف النازحين من شرق أوكرانيا نحو روسيا، حيث ذكرت وسائل إعلام روسية، أن الآلاف من المدنيين نزحوا إلى هناك هربًا من الحرب المستعرة في الأقاليم الشرقية بين الانفصاليين والقوات العسكرية التي تشن حملة لمكافحة الإرهاب.

وأشار رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، إلى أن تدفق اللاجئين في ازدياد بمعدل 3 آلاف لاجئ أوكراني يوميًا، معظمهم من النساء والأطفال وخاصة في مقاطعة “روستوف” الروسية، كما قدم 4 آلاف أوكراني طلب لجوء، في وضع غير مسبوق ولم تشهده روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.

من جانبه، أعلن مدير إدارة السياسة الإعلامية في مقاطعة “روستوف” الروسية سيرجي تيورين، مؤخرا أنه بحسب المعطيات فإن “أكثر من 122 ألفًا دخلوا المقاطعة من بينهم 70 ألفًا لم يعودوا إلى مدنهم”.

أما سلطات جمهورية القرم التي انفصلت حديثًا عن أوكرانيا، فقد توقعت أن يتدفق إلى أراضيها قريبًا نحو ألفي لاجئ إضافي من شرق أوكرانيا التي تموج بالاضطرابات، بينما تؤوي قوة الدفاع الذاتي بالقرم حتى الآن نحو 1000 نازح من شرق أوكرانيا، فيما يوفر مجلس وزرائها المأوى لنحو 600 لاجئ آخر.

وذكرت قناة “روسيا اليوم” أن القرم استقبلت حتى الآن نحو 1600 لاجئ، مضيفة أن تدفق الفارين من مقاطعتي “دونيتسك” و”لوغانسك” لا يتوقف.